التعلم والتعليم
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
التعلم والتعليم
هذا هو الإسلام
حقوق الإنسان وواجباته في الإسلام
التعلم والتعليم
بقلم: د. محمد سيد طنطاوي
شيخ الأزهــر الشريف
حقوق الإنسان وواجباته في الإسلام
التعلم والتعليم
بقلم: د. محمد سيد طنطاوي
شيخ الأزهــر الشريف
<table cellSpacing=0 cellPadding=0 width=66 align=left border=0><tr><td align=middle></TD></TR></TABLE> من أعظم الحقوق التي منحها الله ـ تعالي ـ للإنسان حق التعلم والتعليم: وقد عرف بعض العلماء العلم, بأنه نور يقذفه الله في قلب من يحب من عباده, فيجعله هذا النور يهتدي الي الطيب من القول والعمل, ويسلك الطريق المستقيم. ولقد تحدث القرآن الكريم عن العلم والعلماء, حديثا جامعا لكل خير, مانعا من كل شر.. حديثا يهدي الي الرشد, فآمنا به, ولن نشرك بربنا أحدا.. إن القرآن الكريم تارة يبين لنا أن فضيلة العلم علي رأس الفضائل التي أمر الله ـ تعالي ـ رسوله ـ صلي الله عليه وسلم ـ أن يسأله المزيد منها. فقال ـ سبحانه ـ فتعالي الله الملك الحق ولاتعجل بالقرآن من قبل أن يقضي إليك وحيه وقل رب زدني علما. وتارة ينفي القرآن الكريم المساواة بين من يعلم الحق, وبين من يجحده ويخفيه, فقال ـ تعالي ـ: أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمي إنما يتذكر أولوا الألباب. وقال ـ سبحانه ـ: قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب. وتارة يوضح لنا ـ سبحانه ـ أن الأمثال التي يضربها لنا في كتابه الكريم, لا يفهم مقاصدها ومراميها وعبرها وعظاتها إلا من رسخ في علمه, وسلم قلبه, وتفتح عقله, وطهرت سريرتهو فقال ـ عز وجل ـ: وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون. وتارة يخبرنا ـ سبحانه ـ في كتابه الكريم, أن أكثر الناس خشية منه, وأملا في ثوابه, وخوفا من عقابه, هم العلماء ـ كل في مجال تخصصه, فقال ـ عز وجل ـ: إنما يخشي الله من عباده العلماء. ومعني هذه الجملة الكريمة: أن الخوف من الله, والرجاء في ثوابه, مقصور علي العلماء, لأنهم هم الذين يخلصون العبادة لخالقهم, وهم العالمون بما يليق بذاته وصفاته من تقديس وطاعة. أما الجاهلون بذاته وصفاته ـ عز وجل ـ فلا يخشونه ولايخافون عقابه, لانطماس بصائرهم واستحواذ الشيطان عليهم. وتارة يبشر الله ـ تعالي ـ عباده الذين شغلوا حياتهم بالعلم النافع فيقول: يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات... وتارة يمدحهم بأنهم هم الذين شهدوا لذاته بالوحدانية بعد ملائكته فيقول: شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم. أي شهد الله أنه الواحد الأحد, الفرد الصمد, وشهد كذلك ملائكته وأولو العلم بأنه لا إله إلا هو, وأنه العادل في أحكامه, لا يظلم أحدا, فقد قال في حديثه القدسي: ياعبادي إني حرمت الظلم وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا. لا إله إلا هو العزيز الذي لايمتنع عليه شيء أراده الحكيم في أقواله وأفعاله. فإذا ما اتجهنا الي السنة النبوية المطهرة وجدنا عشرات الأحاديث الشريفة, التي تمدح العلم وتكرم العلماء.. ومن هذه الأحاديث قوله ـ صلي الله عليه وسلم ـ: من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ـ وإنما أنا قاسم والله يعطي ـ أي: وإنما أنا أقسم بينكم ما أعطاني الله من علم بالسوية, والله يعطي كل واحد علي حسب ما أوتي من فهم وحكمة ـ ولن تزال هذه الأمة قائمة علي أمر الله ـ أي علي الديت الحق لايضرهم من خالفهم حتي يأتي أمر الله ـ أي: حتي يأذن الله ـ تعالي ـ بقرب قيام الساعة. وفي حديث آخر يقول ـ صلي الله عليه وسلم ـ: من سلك طريقا يلتمس فيه علما, سهل الله له به طريقا الي الجنة, وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله, يتلون كتاب الله, ويتدارسونه بينهم, إلا نزلت عليهم السكينة, وغشيتهم الرحمة, وحفتهم الملائكة, وذكرهم الله فيمن عنده, ومن بطأ به عمله, لم يسرع به نسبه, أي: ومن أخره عمله السييء لم ينفعه نسبه الذي يتفاخر به علي غيره. وفي حديث آخر ثالث قال ـ صلي الله عليه وسلم:ـ إن العلماء ورثة الأنبياء ـ أي: ورثتهم في العلم النافع. وإن العلماء لم يورثوا دينارا ولا درهما, وإنما ورثوا العلم, فمن أخذ به, أخذ بحظ وافر ـ أي: أخذ بنصيب عظيم من خير الدنيا والآخرة. |
عيسي ترجS- المشرف العام
- عدد الرسائل : 163
تاريخ التسجيل : 11/05/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى